لا تزال أسواق الأسهم تبحث عن مسار محدد وسط استمرار التقلبات.
لم يساهم إعلان الحكومة الصينية بأنها سيطرت على تفشي الوباء في بكين إلا بتوفير زخم صعودي طفيف، ما لبث ان اختفى خلال الجلسة.
بنك انجلترا والجنيه الإسترليني
في الحقيقة، لم يقدم بنك إنجلترا أي مفاجآت أو أي شيء جديد للسوق.
كما هو متوقع، أبقى البنك المركزي المعدلات المرجعية دون تغيير، وزاد مبلغ برنامج شراء الأصول أو التسهيل الكمي QE بمقدار 100 مليار جنيه استرليني. وكان هذا المبلغ هو الحد الأدنى الذي يتوقعه المحللون، لذلك لم يكن القرار قوياً بما فيه الكفاية للضغط على الجنيه الإسترليني للتراجع.
بينما كانت استجابة زوج العملاتGBP/USD صعودية، بعد انخفاض الزوج إلى 1.2470 في اللحظات الأخيرة قبل صدور القرار. بكل الأحوال، نص بيان الاجتماع بأن مستوى عدم اليقين لا يزال مرتفعاً للغاية وأن البنك المركزي مصمم على تعزيز هذه الإجراءات وزيادة كمية التسهيلات الكمية، إذا اقتضت الظروف ذلك.
من جانب آخر، خسر الجنيه الإسترليني/ الدولار منطقة هامة بعد أن استوعب السوق محتوى البيان الذي أظهر بأن ظروف السياسة النقدية لا تزال توسعية ومفتوحة لسيناريوهات جديدة، من بينها: عدم استبعاد تخفيضات أسعار الفائدة والمزيد من التسهيلات الكمية الكبيرة.
وقد تداول الزوج دون مستوى الدعم 1.2460. ومن المفترض أن يؤدي الإغلاق اليومي عند هذا المستوى إلى المزيد من الانخفاضات نحو المنطقة التالية بين 1.2250-1.2350.
الدولار الأمريكي
نعتقد أن جزء من الحركة الهبوطية للجنيه الإسترليني/ الدولار هي في الحقيقة مدفوعة بقوة العملة الامريكية التي تواصل أداءاً جيداً مقابل جميع العملات الأخرى.
وفي الواقع، لا يوجد سبب أساسي لارتفاع الدولار خاصة بعد انتعاش عائدات الخزانة التي بدأت في الانخفاض مرة أخرى. كما لا يوجد أي تغيير جوهري في معنويات المخاطرة في السوق قد تدفع المستثمرين إلى تجنب المخاطرة وهو ما يمكن أن يتسبب في ارتفاع الدولار كعملة ملاذ آمن.
كما ساهمت قوة الدولار في دفع زوج العملات EUR/USD نحو التراجع إلى مستويات الدعم المتوسط بين 1.1210 و 1.1220. إضافة إلى ذلك، فقد اجتماع المفوضية الأوروبية يوم الجمعة الكثير من جاذبيته بعد تصريح ألمانيا بأنه لن يتم اتخاذ أي قرار في هذا الاجتماع.
وعلى وجه التحديد، صرحت المفوضية بأن المفاوضات ستبدأ من الأسبوع المقبل وأنه سيكون من الضروري التوصل إلى اتفاقات بين الدول الأوروبية قبل بدء العطلة الصيفية لإطلاق صندوق الإنقاذ لدعم الدول المتضررة جراء أزمة فيروس كورونا.
من ناحية أخرى، سوف يعتمد أداء اليورو في المستقبل على نتيجة هذه المفاوضات. وسوف ينظر السوق لأي تقدم على هذا الصعيد كعامل حاسم لليورو. على العكس من ذلك، إذا كان هناك أي عقبات أمام تنفيذ أو إقرار هذا الصندوق التحفيزي، فإن اليورو سيتأثر بشكل هبوطي.
في الوقت الراهن، يوجد آراء متضاربة في السوق بشأن هذا الموضوع، حيث تعتقد بعض البنوك الاستثمارية الأمريكية الكبرى باحتمال تراجع اليورو/دولار إلى منطقة 1.08 قبل البدء في اتجاه صعودي طويل المدى قد يصل فوق 1.18. لكن حالياً، يتمركز مستوى الدعم عند منطقة 1.1210/20 أو دون 1.1180.