لم يؤثر رقم الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس بشكل كبيرعلى الأسواق عند صدور
التقرير.
جاء رقم الوظائف للقطاع
غير الزراعي أقل مما كان متوقعاً عند1371 ألف مقابل توقعات عند 1400 الف وظيفة. وهو
الأمر الذي ساهم في خلق فرص العمل في القطاع الحكومي، بالتزامن مع انخفاضات كبيرة
في القطاع الخاص. والشيء الذي كان أكثر إيجابية في هذا السياق هو انخفاض معدل
البطالة من 9.8٪ إلى 8.4٪.
من جهة أخرى، تعطي
البيانات إشارات متضاربة حول تعافي سوق العمل، لكنها بكل الأحوال ليست قطعية.
على الرغم من انخفاض
معدل البطالة بشكل كبير، إلا أن الشكوك حول القدرة على خلق فرص العمل في القطاع
الخاص لا تزال قائمة. لهذا السبب، فإن أسواق الأسهم الأمريكية، التي كانت تشهد منذ
يوم أمس تصحيحًا هبوطياً عميقًا، لم تتفاعل صعودًا مع هذا السيناريو.
عانىTECH100 الذي تنبأنا بحركته
التصحيحية بالأمس من أكبر انتكاسة له منذ يونيو الماضي مع انخفاض بنسبة 7٪، أي ما
دون مستوى الدعم المتوسط.
في الحالة المحددة لهذا
المؤشر، ساهمت الظروف في الآونة الاخيرة بأن يسجل هذا المؤشر افضل أداء له خلال
الازمة، حيث وصل الى مستويات تقييم وصفت بأنها مفرطة في هذا التصحيح الكلي. وبنظرة
فنية قد يستمر هذا الاتجاه في الأيام القادمة حتى يصل الى منطقة الدعم التالي عند
11000.
والدليل على هذا التحرك
هو شيء خاص بهذا المؤشر هو أن بقية أسواق الأسهم لم تتبع حركته.
على الرغم من تأثرها
بشكل طفيف، إلا أنها لم تتكبد مثل هذه الخسائر الفادحة. أما بالنسبة للمؤشرات
الأوروبية فقد حافظت على اتجاه صعودي متواضع.
من ناحية أخرى، انعكس
تقرير الوظائف للقطاع غير الزراعي بصورة أكثر إيجابية على أسواق العملات والدخل الثابت.
تم بيع سندات الخزانة
الأمريكية مع زيادة عائدات Tnote10 بنحو
ثلاثة نقاط أساسية. تعد هذه الحركة مهمة لتدفقات الأصول الآمنة الناتجة بشكل أساسي
عن انخفاض معدل البطالة.
من جانبه، تحسن أداء الدولار
الأمريكي مقابل جميع العملات بعد صدور تقرير الوظائف.
وخسر زوج العملاتEUR/USD حوالي 30 نقطة في عند صدور التقرير بعد تحركه
جانبياً منذ يوم أمس. من الناحية الفنية، يقترب الزوج من مستوى دعم مهم عند
1.1770. قد يؤدي الإغلاق الأسبوعي تحت هذه
المنطقة الى المزيد من التصحيح نحو منطقة 1.1550-16000.
من المتوقع أن يظل
اليورو في اتجاه هبوطي بسبب تعليقات السياسيين في البنك المركزي الأوروبي وكبراء
الاقتصاديين الذين أعربوا عن قلقهم بشأن القوة المفرطة للعملة الموحدة.
ومن المرجح أن تشير
كريستين لاغارد الى أهمية القوة المطلقة للعملة الموحدة في اجتماع البنك المركزي
الأوروبي يوم الخميس المقبل، إما بمبادرة منها أو رداً على أسئلة الصحفيين.
سيكون السوق مهتماً
جداً بهذا الحدث نظرًا لأن أي تعليق ضد قوة اليورو من شأنه أن يتسبب في حركات هبوطيه
قوية، على الأقل في اللحظات التي تعقب انتهاء الاجتماع.